تكلمنا فيما سبق فى الجزئين الاول والثانى عن أهم قواعد التسويق عبر البريد الإلكترونى ، وأشرنا الى أن من أهم قواعد التسويق الناجح عبر البريد الإلكترونى هى تجنب وصول الرسائل المرسلة الى البريد الغير مرغوب فيه او كما أطلقنا عليه البريد المزعج أو المهمل .

وفى هذا الموضوع سنكمل بإذن الله حديثنا حول التسويق عبر البريد الإلكترونى ولكن سينصب حديثنا فى هذا الموضوع حول نوعى التسويق عبر البريد الالكترونى وهما ، التسويق عبر البريد المزعج أو الغير مرغوب فيه والتسويق عبر البريد العادى .

التسويق عبر البريد الغير مرغوب فيه : وهو عادة التسويق الذى يرسل إلى أشخاص مجهولين لا نعلمهم مسبقاً ولا يربطنا بهم أى نوع من أنواع الإرتباط ، ولأن هذه الرسائل ترسل إلى أشخاص غير معلومة ودون سابق إنذار فمصيرها دائماً ما يكون سلة المهملات أو إلى رسائل البريد غير المرغوب فيه ، والتسويق عبر هذه الطريقة غالباً ما يتم بصورة عشوائية وغير منظمة ويتم عبر تجميع أعداد كبيرة جداً من البريد الإلكترونى بواسطة ما يسمى (كود تجميع الإيميلات من جوجل ) وهذا الكود يستطيع أى شخص أن يعثر عليه بواسطة البحث فى محرك البحث جوجل ثم يبحث بهذا الكود داخل محرك البحث السابق ليأتى بالالاف من البريد الالكترونى لأشخاص مجهولين ، بل يستطيع أن يصل الى ملايين البريد ، ثم يقوم بعد ذلك بتصنيف هذه القوائم البريدية ووضعها فى ملف وورد ليقوم بعد ذلك بإرسال رسائل الى هذه القوائم ، مقتنعاً بأن هذه الطريقة سوف تجلب له مئات المبيعات بل إن هذه الطريقة غالباً لا يجنى منها المرأ سوى خيبة الأمل والإجهاد دون فائدة تذكر . بل إنها تضر إضراراً كبيراً بالمؤسسة أو المنتج الذى يتم التسويق له ، وذلك من خلال أمور عدة ، أولها أن هذه الرسائل تذهب الى البريد الغير مرغوب فيه ، وهى بطبيعة الحال رسائل مزعجة تؤثر بالسلب تأثيراً كبيراً على العلامة التجارية إن كان التسويق يتم لمنتج ذا علامة تجارية مشهورة ، كما أنها تؤثر على الشركة ككل وتؤذى سمعتها الى أبعد حد ممكن.

التسويق عبر البريد العادى :

إن التسويق الذى يتم عبر البريد الالكترونى هو أصح أنواع التسويق بواسطة البريد إذ أن هذا النوع هو الذى يحقق نتائج إيجابية كبيرة وهو من أكثر الوسائل التسويقية فاعلية ، وهذا النوع يتم بواسطة إرسال رسائل تسويقية إلى أشخاص معلومين مسبقاً الى المسوق ، وليس شرطاً أن يكونوا أشخاص معلومين بذواتهم الى المسوق بل من المتصور أن يكونوا معلومين بإهتماماتهم ، وأحد أهم الوسائل الفعالة للحصول على قائمة بريدية مستهدفة كما سبق القول فى الجزء الثانى من موضوع التسويق عبر البريد الالكترونى ، هو الذى يتم من خلال إنشاء مدونة أو موقع إلكترونى متخصص فى نفس المجال الذى يريد المسوق أن يسوق له ، ثم يقوم بإضافة أشياء ذات قيمة ومحتوى جيد خاص بنفس المجال داخل الموقع ثم يعرض هداياً أو معلومات أو نسخ من كتب وغيرها من الأمور مقابل الاشتراك فى القائمة البريدية ، وإن كان الزائر مهتماً بهذا المجال فيسهمه الحصول على ما يقدم لذا سيقوم بالإشتراك فى القائمة البريدية وبذلك نكوم قد حصلنا على زائر مستهدف وقابل إلى أن يتحول الى عميل فى المستقبل ، أما ان لم يكن غير مهتماً فلن يشترك فى القائمة البريدية ، وبالتالى نكون قد كونا قائمة بريدية مستهدفة لأشخاص حقيقين ومهتمين بالمنتج أو المجال الذى نسوق له ،ورغم قلة عدد القائمة البريدية المكونة فى هذه الحالة إلا انها ستكون اكثر فاعلية وذات نتائج أفضل بكثير من أن نقوم بإرسال 50000 رسالة يومية لأشخاص مجهولين وغير مستهدفين .

 والتسويق عبر البريد الإلكترونى العادى له دور كبير فى بناء علاقات قوية مع العملاء وتطوير هذه العلاقات وغالباً ما يتم ذلك بتقديم قيمة مضافة بالنسبة الى العميل ، فالعميل إذا وجد فى موقعك مثلاً قيمة مضافة ومعلومة حقيقية فى المجال المهتم به ، فلن يمانع هذا العميل من مشاهدة إعلان ما داخل صفحتك أو إستلام رسالة تسويقية لمنتج ما لأنه يجد ما يفيده قبل ان تجد أنت ما يفيدك من هذا العميل ، أى أنك أفدته قبل أن تستفيد منه ، لذا هو لن يمانع ذلك ، والأمر فى التسويق الإلكترونى متشابه الى حد بعيد مع التسويق العادى كما يحدث مثلاً فى إعلانات التليفزيون وغيرها من الطرق الإعلانية التقليدية ، إذ ان التسويق الناجح هو الذى يتم أولاً بتقديم شئ مهم بالنسبة للعميل قبل أن تقوم بعرض إعلانك عليه ، فيكون متقبلاً لهذا الإعلان ، كما فى التليفزيون نجد القنوات التليفزيونية الناجحه هى التى تهتم أولاً بتقديم محتوى ذا قيمة بالنسبة للعميل ( المشاهد ) ثم تقوم بعد ذلك بالإعلان داخل القناة وعلى النقيض نجد القنوات الفاشلة هى التى تقدم حملات إعلانية مدد طويلة جداً دون أن تقدم أى محتوى للمشاهد ، وهذه النوعية الأخيرة من القنوات غالباً ما يفر منها العميل ويتركها دونما رجعة .

الكاتب : عبدالوهاب اسماعيل

About the Author

حسن محمد

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

شاركنا بتعليق

بريدك الإلكتروني لن يظهر لزوار الموقع، مطلوب فقط لغرض التواصل إذا تطلب الأمر

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}

دروس قد تهمك

 سجل في القائمة البريدية للحصول على دروس مجانية في اللغة الإنجليزية