تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام، هل هي طريقة مجدية حقاً؟


لعلك قرأت في مكان ما على الإنترنت عبارة مثل هذه:

تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام، لأن هذه الطريقة تعتبر من أفضل وأسهل وأسرع الطرق في تعلم اللغة الإنجليزية

من الحكمة أن تتمهل قليلاً وتفكر عميقاً قبل الشروع في الاستجابة لهذه النصيحة، ليس فيما يخص تعلم الإنجليزية فقط، بل في كل نصيحة تسمعها من شخص ما في مكان ما وخاصة إذا كانت نصيحته هذه سيترتب عليها بذل مجهود منك لفترة زمنية ليست بالهينة.

قبل أن تشد الرحال وتجهز راحلتك لكي تبحر في الصحراء، من الفطنة أن تعرف أولاً هل للشام أنت راحل أم لليمن، عليك أن تعرف ما هي الدروب التي ستسلكها، ما القبائل التي ستجيرك من الرمضاء والأخريات التي عليك اتقاء شرها، عليك بمليء كنانتك بالسهام، قربتك بالماء، جعبتك بالتمر، وقبل كل هذا وذاك أن تتوكل على مولاك.

كل هذه المعلومات يمكنك معرفتها من الذين خاضوا هذه الرحلة قبلك، أسألهم ولا تخجل: هل كانت هذه الرحلة مثمرة؟ هل استفدتم منها حقاً؟ وما الذي صادفتموه فيها من مباهج ومصاعب؟

عن نفسي، خضت هذه الرحلة في بداية طريقي في التعلم، فقد نصحني بها الكثيرين مثلما فعلوا معك، وأتجهز اليوم لكي اخبرك عما غنمته منها وما خسرته، سأخبرك بكل شيء قبل سفرك، فعلى الرحمن نتوكل.

هل تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام طريقة مجدية بالفعل؟

تعلم اللغة الانجليزية عن طريق الافلام
تعلم اللغة الانجليزية عن طريق الافلام

الإجابة باختصار قبل التفصيل هي (نعم مجدية وغير مجدية في نفس الوقت)، ولكي أزيل الغموض عن هذه الإجابة المحيرة، هيا نطلع سوياً على هذا التعليق الذي قرأته على موقع duolingo لأحد الأشخاص الذين مارسوا هذه الطريقة بالفعل، حيث يقول:

طريقة فعالة جداً ومجربة منذ سنوات، والان أستطيع مشاهدة الافلام والمسلسلات أو أي دروس على اليوتيوب او مواقع التعلم عن بعد دون ترجمة لأني أصبحت افهمها كلغتي الاصلية، ولكن احذروا انه يجب ان تكون بجانب دراسة عشان ما تضيعوا في التعبير والمحادثة، ستصبح مثل الطفل الذي يفهم كل شيء ولكن غير قادر على التكلم وتكوين الجمل بطريقة صحيحة وهذا ما حدث معي.

ورد عليه في نفس التعليق شخصاً أخر قائلاً:

انا عندى نفس المشكلة، افهم معظم الكلام و عند التحدث وتكوين جملة بطة بلدي 😀

يمكنك إلقاء نظرة على جميع التعليقات المتعلقة بهذا الموضوع من هنا

“تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق كذا” عبارة تنطوي على مغالطة منطقية واضحة، وذلك لأن تعلم اللغات لا يتم من خلال طريقة واحدة أو على يد شيخ واحد،  ولكي نكون منصفين حقاً  علينا أن نقول مثلاً “إتقان مهارة الاستماع عن طريق كذا” “أو تعلم العامية الأمريكية عن طريق كذا” أو “تعلم الكتابة باللغة الإنجليزية من خلال كذا” أو “أتقن القواعد النحوية عن طريق كذا” لكن أن نقول “إتقان اللغة كلها من خلال طريقة واحدة” فهذا أمر مضلل، جد مضلل … إلا إذا!

إلا إذا عرفت كيف تطوع هذه الطريقة لغرضك وهدفك الحقيقي:

الهدف الأساسي الذي جعلك تفكر في تعلم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام هو رغبتك في أن تتحدث بطلاقة وبلهجة مثل أهل اللغة الأصليين، أليس كذلك؟

أثق أن الأمر كذلك، لأنك لو كنت تخطط إلى تحقيق أي هدف آخر غير اكتساب مهارة التحدث (مثل تطوير مهارة الاستماع لديك مثلاً) لكنت بحثت عن طريقة أخرى في التعلم غير مشاهدة الأفلام … إذاً طالما أن الأمر كذلك، وجب علينا في هذه اللحظة بأن نذكرك بأن اللغة تتكون من ثلاثة مهارات مرتبطة ببعضها البعض:

  • مهارة الاستماع أو الفهم
  • مهارة القراءة
  • مهارة التحدث

ولكي تتحدث بأي لغة عليك أولاً وقبل كل شيء أن تستمع وتفهم جيداً، لكن بالرغم من ذلك كثرة الاستماع في حد ذاتها لن تمكنك بأي حال من الأحوال من أن تتحدث بطلاقة إلا إذا طبقت طريقة “الإصدار”

ما هو الإصدار؟

ما تقرأه باللغة الإنجليزية، ما تسمعه باللغة الإنجليزية، ما تشاهده باللغة الإنجليزية، ما تحفظه باللغة الإنجليزية، كل هذا يسمى وسائل استقبال اللغة (أو المدخلات)، وهذا بالطبع الخطوة الأولى لأن تتحدث بهذه اللغة، لكنها ليست بمفردها القادرة على تمكينك من التحدث … لذا عليك أن تصدر ما تستقبله … لكي تتحدث …

مهارة التحدث هي الإصدار (أو المخرجات)، أي إعادة إنتاج ما سمعته وتعلمته من داخلك أنت، مهارة التحدث تحتاج إلى أن تمرن لسانك وعضلات فمك ووجهك ونبرة صوتك على طريقة التحدث بهذه اللغة الجديدة، عليك أيضاً أن تدرب ذاكرتك على سرعة استرجاع جميع ما حصلته في مرحلة الاستقبال …

مشاهدة الأفلام هي نوع من أنواع الاستقبال وليس الإصدار … أي أنها ستمكنك من فهم ما يدور حولك، وستعود ذهنك على فهم لهجة الآخرين الغريبة عنك، وتعتبر أول خطوة من خطوات الإصدار …. لكنها بمفردها لن تمكنك من التحدث …

معنى ذلك أنك لو مارست هذه الطريقة فلن تكون طلق اللسان أثناء التحدث كما كنت تظن، لكنك ستفهم اللهجة والحوار الذي يدور حولك، لكن أكرر لن يكون بمقدورك التحدث بطلاقة ولن يكون بمقدورك أن تكتب تقريراً أكاديمي في العمل، أو أن تكتب رسالة بريد إلكتروني لمديرك …

(ملحوظة: في كورس فلونت ندرب المشتركين على طريقة الإصدار، يمكنك معرفة كافة التفاصيل عن هذا الكورس بالضغط هنا)

هل معنى ذلك أني أنصح بعدم إتباع هذه الطريقة في التعلم؟

لم أقل ذلك إطلاقاً بل على العكس أنصحك بتطبيقها في أسرع وقت ممكن، ما كنت اقصده بكلامي السابق هو نفس الكلام الذي يمكنك قراءته في التعليق التالي من نفس المصدر الذي تحدثنا عنه في بداية هذا التقرير:

انا لا أسف على طريقة تعليمي للإنجليزية بهذه الطريقة بالعكس جعلتني متقدم في وظيفتي بسبب معرفتي بأحدث التقنيات من الدروس والمؤتمرات باللغة الانجليزية وفهمها بشكل سريع ولكن أسف على ضياع الوقت في تعلم الاستماع والقراءة فقط ولم اطور نفسي في الكتابة والتحدث بنفس الوقت.

بالضبط، هذا ما كنت أقصده تماماً، فهذه الطريقة ستنمي مهارة الفهم والاستماع لديك، لكنها لن تكسبك الطلاقة في التحدث، إذا كنت تدرك وتعي ذلك قبل الشروع في تطبيقها فهذا أمر جيد، أما اذا كنت تطمح في تطوير مهارة التحدث من خلالها، فأعتقد أنه قد جانبك الصواب في ذلك وقد جاءك منا الجواب عن ذلك.

افلام تعلم اللغة الانجليزية للمبتدئين
افلام تعلم اللغة الانجليزية للمبتدئين

مميزات طريقة مشاهدة الأفلام في تعلم اللغة الإنجليزية:

  1.  تنقلك لمعايشة واقعية وكأنك تعيش مع أهل اللغة الأصليين وبالتالى ستوفر عليك تكاليف الدراسة فى الخارج (هذا فيما يتعلق بمهارة الاستماع فقط كما ذكرنا)
  2.  توفر لك كم كبير من المفردات والتراكيب اللغوية التي تستخدم في الحياة اليومية.
  3.  مع مشاهدة الفيلم أكثر من مرة سيكون بمقدورك مراجعة جميع الجمل والمفردات التي حفظتها بسهولة.
  4.  الاستماع المتكرر سيمكنك من إتقان طريقة النطق الصحيحة.
  5.  ستتعرف على كيفية استخدام الكلمات داخل السياق، أي ستعرف أين ومتى تستخدمها.

المصدر

أنواع الأفلام التي ينصح بها عند ممارسة هذه الطريقة:

عند قيامك بانتقاء فيلم ما كي تشاهده وتتعلم منه مهارات الاستماع والقراءة فابتعد قدر الإمكان عن الأفلام المعقدة كأفلام الخيال العلمي التي تستخدم كلمات وجمل خاصة بفرع معين من العلوم، كذلك ابتعد عن الأفلام بالغة القدم فربما تستخدم كلمات وجمل لم تعد شائعة في هذه الأيام.

أما الأفلام التي يمكنك متابعتها فاحرص دائما على أن تكون اجتماعية وكوميدية قدر الإمكان، وذلك حتى يسهل عليك التقاط الكلمات بسهولة ويسر. وأن تكون مدتها قصيرة ليست بالأفلام الملحمية التي تزيد مدتها عن ساعتين ونصف وربما تصل إلى ثلاثة ساعات، ذلك كي يسهل عليك تحصيل الاستفادة من الفيلم من عبارات وكلمات ولا تصاب بالتيه في ظل أحداث الفيلم السريعة والمتلاحقة – بعيداً عن دورات تعليم اللغة: كيف تتقن الإنجليزية من الأفلام؟

ماذا لو كنت تؤمن بحرمة مشاهدة الأفلام على الإطلاق؟

في هذه الحالة، يمكنك مشاهدة:

  1.  أفلام الأنميشن أو الكرتون.
  2.  البرامج التليفزيونية.
  3.  المسلسلات أو الأفلام الكوميدية.

(يمكنك الاستعانة أيضاً بهذا الكورس المجاني المقدم من شركة Disney)

التعلم عبر أفلام الأنميشن أو الكرتون
التعلم عبر أفلام الأنميشن أو الكرتون

الممارسات الصحيحة التي ينبغي عليك إتباعها عند تطبيق هذه الطريقة

من وجهة نظري أفضل طريقة قرأتها عن هذا الموضوع هي طريقة تعليم اللغة الإنجليزية عن طريق الأفلام المترجمة أي عن طريق ترجمة الأفلام، يمكنك التعرف على تفاصيل هذه الطريقة من خلال قراءة هذا الموضوع.

وسبب تفضيلي لهذه الطريقة هو أنها ستكسبك مهارة الترجمة أثناء تعلمك للغة وبالتالي تعلمك لمهنة قد تدر عليك دخلاً في المستقبل.

أدوات ومصادر ستسهل عليك تطبيق هذه الطريقة

هناك بعض المصادر والأدوات التي ستحتاجها أثناء ممارسة هذه الطريقة منها:

  1.  موقع FluentU: ولا يحتوى على أفلام طويلة بل مقاطع فيديو قصيرة كوميدية بغرض التعليم.
  2.  موقع subscene: ويساعدك على إيجاد ترجمة الفيلم الذي تعمل عليه.
  3.  downsub: وهذا الموقع يمكنك من تحميل الترجمات المصاحبة لفيديوهات اليوتيوب .
  4.  أما لو كانت ترجمة الفيلم غير متزامنة مع المشهد الذي أمامك فيمكن استخدام هذا الموقع لضبط مزامنة الترجمة (من هنا)
  5.  برنامج (Anki) والذي يمكنك من الاحتفاظ بالعبارات والمفردات التي حفظتها أثناء مشاهدة الفيلم لمراجعتها في وقت لاحق، لتحميل البرنامج ومعرفة كيفية استخدامه، شاهد هذا الفيديو:

كم فيلماً عليك مشاهدته حتى تشعر بنتيجة ملموسة؟

هذا السؤال ستجيب عليه أنت، فليس هناك حد معين من الأفلام التي عليك مشاهدتها حتى تشعر بتحسن ملموس في مستواك، فقد يتحسن مستواك بعد 5 أفلام أو أكثر وربما أقل، أنت من يحدد هذا الأمر.

والآن بنهاية هذا المقال، ما الذي يمنعك من ممارسة هذه الطريقة؟

حسن محمد

حسن محمد

مترجم فوري، عمل لدى العديد من كبرى الشركات والمنظمات العالمية من أهمها شركة تيتان الأمريكية، بي سي آي اليابانية وشركة قطر للبترول القطرية، شرع في التدوين في عام 2008 كهواية ومع مرور الوقت اكتسب خبرة في مجال التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية copywriting ومن ثم تحولت الهواية إلى مهنة مستقلة تهدف إلى تقديم الجودة والاحترافية في مجال التسويق الالكتروني وبخاصة في مجالي التسويق بالمحتوى والكتابة التسويقية، يعمل معه الآن فريق عمل محترف من المترجمين والمسوقين الإلكترونيين.

موضوعات أخرى قد تهمك

ضع تعليقك

Your email address will not be published. Required fields are marked

  1. لم افهم قصدك من القراءة كيف اقراء وانا استمع للفيلم هل تقصد الترجمة العربية للفيلم او الترجمة الانجليزية له وهل اذا شاهدت الفيلم بدون اي ترجمات غلط

{"email":"Email address invalid","url":"Website address invalid","required":"Required field missing"}